الاثنين، 19 أكتوبر 2009

أم نضال المصرية

حدثتكم هنا عن ام نضال الفلسطينية .. دعونى الآن أحدثكم عن شبيهتها المصرية
انها السيدة الفاضلة والام المربية الأستاذة/ ليلى حسن صالح
والدة كلا من : الدكتور / محمد أحمد عبد الغنى
الدكتور / عمر أحمد عبد الغنى
المهندس / أيمن أحمد عبد العنى
ومن يتابع أخبار الإخوان فى مصر وخاصة فى الشرقية يعلم أنهم الثلاثة معتقلين الآن !!!!!!!!!!!!
أما د. محمد و د. عمر فتم اعتقالهما بعد وقفة مناصرة للمسجد الأقصى منذ عشرة أيام .... يا للجريمة !!!!!!!!!!!!!!
وأما م . أيمن فهو وحماه م. خيرت الشاطر (النائب الثانى لمرشد جماعة الإخوان المسلمين ) فقد تعرضا مع مجموعة من قيادات الإخوان لمحاكمة عسكرية ظالمة تراوحت الأحكام فيها بين 3 إلى 10 سنوات ، وكانت بعد استعراض تمثيلى قام به طلبة الإخوان بجامعة الأزهر مصاحب لاناشيد حماسية وجهادية تعكس تضامنهم مع مقاومة الشعب الفلسطينى الباسل على ارض الرباط واطلق الاعلام عليه وقتها اسم العرض العسكرى لملشيات الاخوان المزعومة !!!!!!!!!!
الحق ان الكلمات مهما تعالت وسمت لن توفى هذه السيدة الفاضلة حقها أو تشرح شيئا من جهادها وتضحياتها مما جعلنى اتردد فى الكتابة عنها ولكنى سأحاول على أى حال
***
سألتها فى بداية حديثنا : متى تعرفتم على الإخوان ؟
قالت : فى سنة 51 بعد زواجى بالحاج أحمد عبد الغنى مباشرة وكنت غير ملتزمة بالزى الشرعى وان كنت محتشمة فى ملابسى رغم حرصى على اناقة هندامى وما ان التقيت الأخوات وسمعت حديثهن عن الحجاب ومواصفاته حتى سارعت الى ارتدائه والالتزام به
ولكن سرعان ما توترت الأجواء بين الإخوان وعبد الناصر بعد الثورة وبدأت الإعتقالات والمحاكمات للإخوان وترددت الأخبار عن التعذيب الوحشى والاضطهاد الظالم للإخوان والتضيق عليهم ففر الكثيرون منهم بدينهم واراد الله لنا ان نرحل الى سوريا سنة 54وكنا قد رزقنا بمحمد فى مصر واكرمنا الله بعمر أثناء وجودنا بسوريا ولقد سعدنا بصحبة إخوان سوريا سنوات ولكننا عدنا سنة 58 الى مصر مرة اخرى واستقرينا بها حتى سنة 75 حيث سافرنا للعمل بالسعودية بعد ذلك وكنت اعمل بالتدريس هناك وكان أيمن وقتها فى الشهادة الابتدائية .

تحكى طنط ليلى كيف كان قلقها على المهندس أيمن فى فترة المراهقة لانه لم يكن فى صحبة الإخوان كما أخويه الأكبر فى مصر فكانت تدعو وتبتهل إلى الله أن يختار له الصحبة الصالحة ويجنبه رفقاء السوء .
سألتها : عندما كنت حريصة هكذا على إنضمام أولادك للإخوان وقلقه من احتمال عدم اختيارهم هذا الطريق ، هل كنت تتوقعين أن يُبتلوا جميعا بالمعتقلات والمحاكمات العسكرية ويُغيبوا عنك وعن أولادهم شهورا أو سنوات خلف جدران الظلم ؟!
لمعت دمعة فى عينيها سرعان ما اخفتها فى شموخ وجلد وهى تجيب : لقد كنت دائما ادعو الله وهم صغار أن يرزقهم جميعا الشهادة فى سبيله وكنت أسأله سبحانه أن يعيننى على التحمل إن كتب لى الحياة حتى أشهد ذلك
سألتها : وهل ما زلت على هذا رغم ما تعانين وما يعانون !
ضحكت فى تودد وقالت : فى أخر زيارة لأيمن فى معتقله قال لى مداعبا : شكلك يا أمى مبسوطة أنى هنا !!
قلت لها ضاحكة لا أخفى دهشتى : ولما ! ما الذى يجعله يقول هذا ؟
أجابت وما زالت ابتسامتها تشرق فى وجهها الوضاء : أبدا .. كنت أقول له يا أيمن أنت لا تعلم أين الخير والله يعلم الخير كل الخير لك هنا .
ثم استطردت قائلة : أنا دائما أناجى ربى أن يارب كما هم أولادى فهم عبادك وأنت خالقهم وأنت أعلم بالخير لهم فإن كان خارج الأسوار فأذن لهم بالخروج وإن كان هناك فأنت أعلم بما فيه صلاح أمرهم فى الدنيا والأخرة
ثم تابعت بنبرة يملؤها اليقين : عندما ننظر إلى الأخرة تختلف نظرتنا للأمور
أظلتنا برهة صمت قبل أن تواصل : بل أنا أشعر بالقلق والإشفاق على أولئك الذين يأتون فى جوف الليل ينتزعون أولادى من أبنائهم وزوجاتهم وفى كل مرة يأتون اتحدث إليهم وأذكرهم بأن ما يفعلونه يثقل ميزان سيئاتهم ولا يزيد اولادى الا رفعة وشرف
واهتف بهم : كيف ستلقون الله ؟! كيف تطمئنون وأنتم تحملون هذه المظالم على ظهوركم؟!
سألتها بفضول وماذا يكون ردهم ؟
قالت : غالبا لا يجدون اجابه وقال لها احدهم ذات مرة : الأعمال بالنية يا حاجة !!!!!!!
سألتها : هل تعتقدين أنهم يتأثرون بالتذكير أم أنهم أصلا لا يرون أنهم على باطل ؟
سكتت فى حيرة ولم تجب ...
فكيف لقلب يملؤه نور الإيما ن أن يعرف كيف هى قلوب الظالمين
التى قدت من صخر فلم تعد تعرف معروفا أو تنكر منكرا !!!
******
لعلكم تعجبون من هذه الأم الصابرة المحتسبة التى يتبادل أبناؤها الإعتقال منذ سنة 87 وحتى يومنا هذا تعرض أثنين منهم لمحاكم عسكرية قضى فيها كلا منهم 3سنوات حتى تأثرت صحتهم فخضع كلا من د.محمد ود.عمر لعمليات فى القلب وهاهم الآن جميعا خلف الأسور وقد فرق بينهم فى السجون حتى يصعب عليها زيارتهم وتضطر للتنقل بين هذا السجن وذاك وهى فى هذه السن الكبيرة فرحمتك بها وبهم يا ألله
اللهم إحفظهم جميعا واخوانهم المعتقلين فى سجون الظالمين وردهم سالمين مأجورين وأقرأعينهم بما يسرى عنهم ويكشف كربهم وكرب الأمة كلها
حقيقة لا أجد ما أعبر به عن مشاعرى تجاه هذه المجاهدة العظيمة إلا أن أعلن أمامكم الآن
أنى أحبك فى الله يا طنط ليلى يا أم المجاهدين




هناك 22 تعليقًا:

مصعب رجب يقول...

جزاكم الله خيرا
سعدنا للغاية بهذا الحوار

اختكم دعاء يقول...

ما شاءالله لا قوة الا بالله
انما نعجب منصبر هذه الام الرائعة لاننا لسنا في مثل هذا الصبر وهذا الرضا
فلو ذقنا حلاوة الرضا بما قسم الله مثلها
لما تعجبنا
بل لتعجبنا ان تعجب الغير
فالاسلام الحق يصنع المعجزة في الفرد والمجتمع
والتعلق بالدنيا يوهن الشخصية ويضعفها ويجعلها ريشة في مهب الريح
رزقنا الله صبرها ورضاها عندما ينزل بنا اختباره وابتلاؤه
وجزاكم الله خيرا على هذا اللقاء الرااااااائع

سمية قهوة يقول...

أنا أيضا أحبها كثيرا في الله يا خالتو
كنت لسه قاعدة بكلم زوجي على صبرها و ابتسامتها الجميله المضيئة التي لا تفارقها رغم اعتقال جميع أولادها

أراها أم صدقت الله فصدقها الله ؛ربت فأحسنت التربيه و سار أبناؤها على طريقها في تربيتهم لأبنائهم

بركتها تملأ الأماكن التي تحل بها

لا تمل من الدعوة إلى الله باحكمة و الموعظة الحسنة و الابتسامه اذكر من بضع سنوات نادتني من قريب فذهبت اليها فوجدتها تقول لي على العبايه التي كنت ارتديها مش دي باردو زينة في نفسه ومن يومها و انا كنت ارى تلك العبائة بالذات زينه
نحسبها كذلك و لا نزكي على الله أحد

موضوع جميل يا خالتو

غاوي حرية يقول...

لكم هذني شخصيا هذا الحوار وكلماتها التي يملؤها اليقين والثبات بمن الله علينا

هكذا اذن هي دعوة الخالدين .. دعوة تحارب الي اخر لحظة في عمر هذه الدنيا الى ان يأتي الله بنصره

فاللهم إجعلنا من جندها يا رب العالمين

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ياخالتو
ولكن عايزة اصحح معلومة لحضرتك فالاسم هو
ليلى حسن صالح (بدون احمد)
وجزاكم الله خيرا
ونرجو الدعاء لها و للعائلة بالصبر

أنفاس الصباح يقول...

الاخ مصعب رجب

اختنا دعاء

دكتورة سمية

غاوى حرية

شكرا لكم على المشاركة الايجابية

*****************
عالية عبد الغنى

واياكم ياحبيبتى
تم تصحيح الخطأ
الهمكم الله الصبر وهون عليكم البعاد واجزل لكم الأجر
انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

تحياتى للجميع

اشرف الرافعى يقول...

جزاكم الله خيرا يا دكتورة
والحقيقة انا اعلم جيدا ابناءها الافاضل وكم تربينا وتعلمنا من نبع علمهم وايمانهم وثقافتهم ومن يعلم ويعاشر هؤلاء العظماء يعلم ان ورائهم ام مجاهدة ذات فضل ودين وعلى خلق ويقين وادعو الله لها ان يثبتها هى واولادها على طريق الحق ويجمعنا واياهم فى الفردوس الاعلى مع النبى الاكرم

غير معرف يقول...

السلام عليكم
عندي خبر حلو
د.محمد روح البيت
اليوم21/10/2009
االساعة 4.45م

أنفاس الصباح يقول...

استاذ/ أشرف الرافعى

حضرتك محق فى كلامك عن أبنائها

فمنذ عرفت هذه العائلة المجاهدة وانا اتمنى ان يكون اولادى مثلهم

وكان حديثى معها أصلا رغبة منى فى ان اعرف كيف استطاعت ههذه الأم العظيمة أن تربى هؤلاء الرجال العظماء

نحسبهم صادقين مخلصين ، صدقت الله فيهم فصدقها

اللهم ثيتهم وارضى عنهم وعنا واجمعنا معا فى جناتك جنات النعيم

يارك الله فيك اخى الكريم وتقبل منك سلامى لزوجتك الفاضلة وللصغار الأحباب

أنفاس الصباح يقول...

ابنتى الحبيبة : عالية

جزاك الله كل خير على اسعادى بهذا الخبر

اتم الله فرحتنا جميعا بعودة عميك الدكتور عمر والمهندس أيمن

وباقى الإخوان المظلومين

غير معرف يقول...

جزاكم الله خيرا
كم احب طنط ليلي و أشعر في بريق عينيها بالاصالة والعراقة والرقة والشموخ والعزة
ودائما ما اتذكر برؤيتي اياها بقوة وشموخ المرأة المؤمنة الصابرة المحتسبة التي تعلمنا جميعا معني الثبات ومعني ان تعيش لفكرة فتنتصر بجلدك هذا وثباتك اما كل الضغوطات...
فعلا هي خنساء مصر نحسبها كذلك ولا نزكيها علي الله..
وكم كنت اتمني ان اجري معها حوار..
فجزاك الله خيرا -خالتو الحبيبة-دائما سبّاقة بالخير .
والي الاسرة الكريمة الغالية:خالتو الحبيبةالدكتورة سناء والبنات الحبيبات :حمدا لله علي سلامة عمنا الفاضل وجعل كل لحظة مضت في هذه الفترة في موازين حسناتكم واعاضكم بها كل خير ولا حرمكم بها ابدا اجر الرباط في المسجد الاقصي..
أما طنط ليلي الحبيبة الغالية :ثبتك الله واعانك وردّ اليك اولادك جميعا وقر عينك بهم وجعلهم أئمة يهدون الي الحق دائما.اللهم آمين .وهمسة في اذن حضرتك: أحبك حضرتك جدااااااااااااااا في الله
.......................................
مرة أخري اكرر شكري لخالتو الحبيبة ايمان علي هذه الفرصة الجميلة التي اتحتيها للقراء للتعرف علي مثل هذه الشخصية العزيزة..

خديجة حسني



ا

خديجة عبدالله يقول...

جزاكِ الله الخير كله يا خالتو الحبيبة
وجزاها الله خيرا كم ربت وتعبت وحتى وقتنا هذا تبذل لله تقبل الله منها وأسعدها بهم ولم شملهم اللهم آمين

قرأتها مرات عدة لامست شيئا فى نفسى .. اليقين بالنصر
رزقنا الله الثبات وفرحنا بنصر من عنده إن شاء الله

هى سلسلة فأحفادها كالمصابيح حماهم الله وأكرمهم
شكرا يا خالتو :)

الشجرة الأم يقول...

حوار أكثر من إنساني .. ومدونتك أكثر من رائعة بارك الله فيك ونفع بك الأمة الإسلامية العربية

آلاء محى يقول...

ربنا يجزيها خيرا

وصبرها هذا بميزان حسناتها ان شاء الله تعالى

جزاكى الله خيرا ياخالتو

ـــــــــــ
وحشااااانى جدااا ياخالتو

أنفاس الصباح يقول...

الحبيبات

خديجة حسنى

خديجة عبد الله

آلاء محى

انتن تعرفنها عن قرب وفعلا هى نموذج رائع للام المؤمنة بالله الواثقة فيما عنده
وهاهى كأى شجرة طيبة تؤتى اكلها فى كل حين ، نرى الجيل الثالث لها على الطريق لم يبدلن ولم يبدلوا رغم الابتلاء والمحن
ورغم انها للآن لم ترى نصرا ولا تمكينا لفكرتها التى تضحى من أجلها لانها تؤمن ان النصر هو الثبات حتى نلقى الله غير مبدلين
والعاقبة للمتقين فى الدنيا عندما يأذن الله
فهنيئا لها واسأل الله لها ولنا الثبات وحسن الخاتمة

......................

الشجرة الأم
سعدت بتشريفك لى واصبحت مدونتك القيمة من مدوناتى الصديقة
فمرحبا بك دائما فى مدونتى

Unknown يقول...

ربنا يصبرها
ويقويها ويجمعها
بابنائها عمّا قريب
ويرزقنا ولو قليلاً من رباطة
جأشهاوصبرها وقوة عزمها وعزيمتها.

أنفاس الصباح يقول...

نورهاتى

اللهم آمين

نورتينى يا قمر ووحشتينى :)

أحمد أبو خليل يقول...

:)

كنت مع الدكتور محمد فى بيته ليلة العيد الماضى ، وحكى لى عنها الكثير ، بالفعل هى امرأة رائعة

تلميذ الحفيد يقول...

الحقيقه انا لا اعرف الجده ولكني أعرف أينائها والذين أعتبرهم كأبائي وايضا اعتبر حفيدها هو استاذي ومعلمي فنعم العائله هي

أنفاس الصباح يقول...

الاعلامى الصاعد الاستاذ احمد

مرحبا بك

فعلا هى رائعة

ثبتها الله واجزل لها العطاء

وها هود/ محمد يعتقل مرة اخرى بعد ان هذه المرة فليحفظه الله وليرعاه هو واخوانه

أنفاس الصباح يقول...

تلميذ الحفيد

ماأروع ان تشهد لها الاجيال

هاهو تلميذ حفيدها يتفئ ظلال هذه الشجرة الوارفة
فليبارك الله فيها ولها وعليها

أنفاس الصباح يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.