الاثنين، 11 مايو 2009

مذاق


هذا هو الزاد، وهذه هى عدة الطريق ..
زاد التقوى التى تحى القلوب وتوقظها وتستجيش فيها أجهزة الحذر والحيطة والتوقى .
وعدة النور الهادى الذى يكشف منحنيات الطريق ودروبه على مد البصر ؛
فلا تغبشه الشبهات التى تحجب الرؤية الكاملة الصحيحة ..
ثم هو زاد المغفرة للخطايا .
الزاد المطمئن الذى يسكب الهدوء والقرار ..
وزاد الأمل فى فضل الله العظيم يوم تنفذ الأزواد وتقصر الأعمال.
إنها حقيقة : أن تقوى الله تجعل فى القلب فرقانا يكشف له منعرجات الطريق .
ولكن هذه الحقيقة ـ ككل حقائق العقيدة ـ لا يعرفها إلا من ذاقها فعلا !
إن الوصف لا ينقل مذاق هذه الحقيقة لمن لم يذوقوها !
إن الأمور تظل متشابكة فى الحس والعقل ؛والطرق تظل متشابكة فى النظر والفكر ؛
والباطل يظل متلبسا بالحق عند مفارق الطريق !
وتظل الحجة تفحم ولكن لا تقنع . وتسكت ولكن لا يستجيب لها القلب والعقل .
ويظل الجدل عبثا والمناقشة جهدا ضائعا .. ذلك ما لم تكن هى التقوى .
فإذا كانت استنار العقل ، ووضح الحق ، وتكشف الطريق ،
واطمأن القلب واستراح الضمير ، واستقرت القدم وثبتت على الطريق !
إن الحق فى ذاته لا يخفى على الفطرة ..
إن هناك اصطلاحا من الفطرة على الحق الذى فطرت عليه ؛والذى خلقت به السماوات والأرض ..
ولكنه الهوى هو الذى يحول بين الحق والفطرة ..الهوى هو الذى ينشر الغبش ، ويحجب الرؤية ، ويعمى المسالك ، ويخفى الدروب ..والهوى لا تدفعه الحجة إنما تدفعه التقوى .. تدفعه مخافة الله ، ومراقبته فى السر والعلن ..
ومن ثم هذا الفرقان الذى ينير البصيرة ، ويرفع اللبس ،ويكشف الطريق .
وهو أمر لا يقدر بثمن ..
ولكن فضل الله العظيم يضيف إليه تكفير الخطايا ومغفرة الذنوب .
ثم يضيف إليهما الفضل العظيم ..
ألا إنه العطاء العميم الذى لا يعطيه إلا الرب الكريم ذو الفضل العظيم !
***
كانت تلك الكلمات هى ما تفيأه الشهيد السعيد (نحسب والله حسيبه ولا نزكيه على الله )
سيد قطب فى ظلال الآية الكريمة
{ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ، ويكفر عنكم سيئاتكم ،
ويغفر لكم . والله ذو الفضل العظيم } سورة الأنفال الآية 29
فلله دره ..وما اروع إحساسة
رحمه الله وتقبل جهاده وتضحياته
فما تحدث بهذا الا قلبا قد عرف للتقوى مذاقا
اللهم اذق قلوبنا التقوى واجعل لنا فرقانا وكفر عنا السيئات واغفر لنا يا ذا الفضل العظيم

هناك 16 تعليقًا:

Hosam Yahia حسام يحيى يقول...

رائع الاستاذ سيد

ربنا يجعله من اهل الفردوس الاعلى

تفسير سوره الانفال والتوبه ليه اكثر من رائع

--
حضرتك مش بتدعيلى ليه ؟

خديجة عبدالله يقول...

إن الأمور تظل متشابكة فى الحس والعقل ؛والطرق تظل متشابكة فى النظر والفكر ؛والباطل يظل متلبسا بالحق عند مفارق الطريق !وتظل الحجة تفحم ولكن لا تقنع . وتسكت ولكن لا يستجيب لها القلب والعقل .ويظل الجدل عبثا والمناقشة جهدا ضائعا .. ذلك ما لم تكن هى التقوى .فإذا كانت استنار العقل ، ووضح الحق ، وتكشف الطريق ،
واطمأن القلب واستراح الضمير ، واستقرت القدم وثبتت على الطريق !
إن الحق فى ذاته لا يخفى على الفطرة ..

ولذا فهى الميزان " التقوى"
قال تعالى : " إن أكرمكم عند الله أتقاكم "

اللهم اجعلنا من المتقين وارزقنا الاخلاص .. جاءت فى وقتها جزاكِ الله خيرا يا خالتو الحبيبة

أحمد بسام يقول...

تظلي دائما يا دكتوره بمقالاتك الرائعه نقف صامتين ولا نجد الا ان نرفع لك القبعة
دمتي مبدعه
جزيت خيرا

Unknown يقول...

الامام الشيخ سيد قطب رحمه الله
لم تعرف الامه حقا قدر هذا المفكر الجليل رحمه الله
اللهم ثبتنا وارحمنا يارب العالمين
واجعلنا من المتقين
تحياتى لك
ولما تقدمى اختى الفاضلة

الحسيني يقول...

أما تلك الكلمات
يتجمد التعبير
فلا نجد ما نكتبه
وتتغلبنا رغبة التعليق
فلا نجد إلا أن نقول
جزاكم ربنا خيراً

د.توكل مسعود يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..وبعد

فالحلال بين والحرام بين.... والفرقان إرادة قوية وعزيمة فتية وهمة أبية تقرر معانقة الحلال وإن كان فيه الحتف ومفارقة الحرام وإن كان معه رغد العيش

والفرقان علم زائد وفهم رائد يرزقه من عمل بما علم من البديهيات والمسلمات وأعرض عما عرف من المنكرات... من عمل بما علم أورثه الله علم مالم يكن يعلم.

والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

Special Designer يقول...

سلام عليكم
أولا إزي حضرتك ؟
بخير ان شاء الله
--------

رحم الله العلامة الأستاذ ( سيد قطب )
وما أجملها من آية
وكم أعشق هذه الآية
-----
" ولكنه الهوى هو الذى يحول بين الحق والفطرة ..الهوى هو الذى ينشر الغبش ، ويحجب الرؤية ، ويعمى المسالك ، ويخفى الدروب ..والهوى لا تدفعه الحجة إنما تدفعه التقوى .. تدفعه مخافة الله ، ومراقبته فى السر والعلن .. "


فعلا لا يقول هذه الكلمات إلا من قلب ذاق طعم التقوى

Special Designer

فليعد للدين مجده يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
فليعد للدين مجده يقول...

رحم الله الاستاذ سيد قطب بقدر ما عاش مع آيات القرآن الكريم وأجري الله علي لسانه بعض أسراره وجزءا من كنوزه

أم أحمد المصرية يقول...

اللهم اجعلنا من المتقين و ارحم الشهيد سيد قطب الذي استطاع ان يحول افكاره من عرائس من الشمع الي كائنات تدب فيها الحياة حين مات في سبيلها
جعله الله في ميزان حسناتك

محمد الجرايحى يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله الشهيد سيد قطب
وجزاه عنا وعن الإسلام خير الجزاء
وسنظل معه فى ظلال القرآن

مجداوية يقول...

السلام عليكم

اللهم اجعلنا من المتقين يارب

وهي كلمة شديدة التأثير والوقع في نفس المؤمن فكلمة اتق الله قد تنقذ المؤمن اذا وقعت على قلب سليم

وتقوي المسلم هي خير دعوة لدين الله فهل لو كنا جميعا نتق الله هل كنا سنصل الى حالنا هذا ؟؟

جزاك الله خيرا وبارك لك وجعلك من المتقين الأخيار

أحمد سعيد بسيوني يقول...

رحمك الله يا امام

كان فارسا بالسيف والقلم

أنفاس الصباح يقول...

جزى الله الجميع هنا خيرا كثيرا

لما اثروا به الموضوع من اضافات

ومشاعر

ودعائى للجميع بالتقوى والبصيرة

...............

اخى أحمد سعيد بسيونى

لم يكن الشهيد الاديب الا صاحب قلم

ولم يكن من حاملى السيوف يوما

وانما كلماته الصادقة ارعبت من بنوا

بنيانهم على جرف هار فانهار بهم فى الفتن

والمظالم فأعدموه

تقبله الله فى الشهداء

استودع الله دينكم وفى أمان الله

تلميذة سلمان الفارسى يقول...

أعتذر لحضرتك عما سأقول
ولكن هذه التدوينه السابعه التى أدخل فيها واتمنى قراءة الموضوع ولكنى فى الحقيقه لااتحمل القراءه بسبب الصور الجانبيه ففعلا لم اتحمل رؤيتها
كل مره اود كتابة رد لحضرتك ولكنى اتردد
ولكنى اتمنى فعلا ان اقرأ كل التدوينات واعلق عليه وبزعل بشده لما بدخل وبقفل بسرعه.

كلامى بحق ليس فيه أى مبالغه وترددت فى كتابة الرد خوفا من يظن أنى مبالغه فيه.

تحياتى لحضرتك

أنفاس الصباح يقول...

تلميذة سلمان الفارسى

اهلا بك حبيبتى

وحشتينى جدا

انا اعتذر ان الصور مؤلمة

وانت معك كل حق

لكن تصورى ان هذه الصور معاناه حقيقية عاشها بشر مثلنا
بل افضل مننا

كنت كلما رأيتها اتألم ولكن اقول لنفس

لقد رحلوا الآن وانتهى الامر

لم يعد هناك الم او معاناه

لقد اصبحوا فى ضيافة الكريم الرحيم

والله ارحم بآبائهم وامهاتهم

فقد ربط على قلوبهم ليكونوا من المؤمنين

ولكن الذى لا تحكيه الصور ولا الكلمات
هو حجم المؤامرة عليهم من الجميع

ليتضيع التضحيات بلا ثمن
ولا تتحدثى عن الثأر فلم يعد مطروحا للنقاش

لا تحرمينى تعليقاتك فأنا احب ان اقرء كلماتك

دمتى بخير