الخميس، 3 ديسمبر 2009

صفوان .. الجندى المتجرد


عندما أقرء سورة النور أو حديث السيدة عائشة رضى الله عنها
والذى تحكى فيه ببلاغة ودقة مشاعرها ومعاناتها أثناء حادثة الإفك
وتستعرض فيه موقف الشخصيات التى شاركت فى الحدث ، أجدنى لا إراديا أتعاطف بقوة مع الصحابى الجليل
سيدنا صفوان بن المعطل السلمى الذكوانى .
ويلفت إنتباهى أنه لم يذكر فى السيرة أو التراجم على حد علمى إلا فى هذه الحادثة ،
ورغم كونه شخصية محورية فى الموضوع إلا أن ما ورد عنه فى القصة كان محدودا جدا
وكان التركيز كله حول بطلة القصة السيدة عائشة رضى الله عنها
فالكل حزن واغتم لحزنها والكل فرح وهنئ ببراءتها
ويبدو هذا مفهوما كونها زوجا لرسول الله صلى الله عليه وسلم واما للمؤمنين
فاتهامها او براءتها يؤثران بصورة مباشرة على الفكرة الاسلامية كلها
اما سيدنا صفوان فالامر لا يؤثر الا على شخصه وحده
لكن
هل ادرك احد حجم الخدمة الجليلة التى أدها سيدنا صفوان للأمة المسلمة ؟
هل تصور أحد ماذا يمكن أن يحدث لو لم يؤدى مهمته بتتبع القافلة بأمانه وتجرد ؟
ماذا يمكن أن يحدث لو دخل الليل ولم يكتشف أحد غياب السيدة عائشة ؟
ماذا يمكن ان يكون مصيرها لو أسرتها إحدى القبائل المعادية والمتربصة بالدولة الوليدة فى المدينة؟
هل كانت ستباع كما الرقيق ام سيساومون عليها المسلمين أو ؟؟؟؟؟؟
نعم .... لقد نجى الله المسلمين من شر عظيم على يدى هذا الصحابى المخلص
صفوان .. الجندى المتجرد الذى سارا وحيدا فى الصحراء خلف القافلة لينفذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعندما عاد للقوم بأهم مفقود لهم لم يشكر او يكرم وانما ناله من بعضهم قذف فى عرضه
بل اتهام بما هو خيانة لله ولرسوله وللاسلام
صفوان .. الجندى المتجرد الذى لم يتذكر احد ان يهنئه بالبراءة
ولم يؤتى بلاغة السيدة عائشة ليقص علينا حديثا تتناقله الأجيال يحكى معاناته وآلامه شهرا كاملا
يتحدث الناس بالإفك وهو يسمع ويرى ولا يملك ان يرد عن عرضه سوى بغضبة يكظمها
فلا يخفف عنه إلا شهادة حبيبه وقائدة على المنبر
(والله ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلى إلا معى )




هناك 20 تعليقًا:

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة
الله تعالى وبركاته
أولئك قوم أخلصوا نيتهم
وعملهم لله سبحانه وتعالى
ما كانوا يبغون ترفــاً
ولا لهواً ولكن الله ورسوله
فقط الله ورسوله وكفاه هم
وحسبه هم .الا تكفيه شهادة
نبيه وحبيبه على المنبر
أكرم بها من شهادة
وأكرم بها من نعمة.

أنفاس الصباح يقول...

نورهاتى

صدقت حبيبتى صدقتى

الله ورسوله فقط

لا شهرة ولا جاه ولا شو اعلامى

نورتينى .. ووحشتينى

Unknown يقول...

فعلا انا اول مرة اخد بالي من الصحابي ده .. سبحان الله
يا تري كان اخلاصه عامل ازاي ؟؟
و يا تري ثباته كان شكله ايه ؟؟

يارب نبقي زي الصحابة دول ..

حلوة الخاطرة لانها مبتكرة وتناولت زاوية عمري ما سمعتها رغم اني سمعت قصة الافك دي كتير

دمت بالف خير

أنفاس الصباح يقول...

ذات النطاقين

يارب

اشكرك وانت يارب بألف خير

سعدت بزيارتك ودائما يارب منورانى

كل عام وانت بألف خير

أحمد بسام يقول...

اسلوب عرض رائع دكتوره
جزيت خيرا واللهم ارزقنا اخلاصا كاخلاصه

أنفاس الصباح يقول...

أحمد بسام

حياك الله

اللهم ارزقنا الاخلاص والتجرد

أحمد السيد عبد الحميد يقول...

جزاكم الله خيرا دكتورة على هذه التذكرة وان كنت أرى أن صحابة النبى صلى الله عليه وسلم كلهم أعلاما ومنهم صفوان رضى الله عنه فهو ليس بجندى مجهول وإنما جندى صادق الوعد مع ربه لايهمه القيل والقال فهو واثق أن الله معه وأنه سيبرئ ساحته من فوق سبع سماوات ...أقترح أن يكون العنوان ( صفوان ...الجندى المتجرد )
جزيتم خيرا وبوركت خواطركم وأناملكم

أنفاس الصباح يقول...

احمد السيد

جزاكم الله خيرا على هذه اللفتة القيمة

ولك ما اردت سيتم تغير العنوان فهذاالمعنى هو ما اردت ان يصل واستخدامى للمجهول هنا من وحى المفهوم الدارج وليس المعنى اللغوى لهل

بارك الله فيك ونفع بك

اسراء شعلان يقول...

جزاكم الله خيرا يا خالتو اول مرة اخد بالي من هذا الصحابي العظيم و كيف انه كان علي ثغر مهم من ثغور الاسلام وان ظن البعض ان السير خلف القافلة عمل بسيط وكل منا علي ثغر فلا يؤتين الاسلام من قبلنا... وكل سنة وانتي وشروق وكل من تحبين بالف خير يا خالتي الحبيبة

أنفاس الصباح يقول...

اسراء حبيبتى

جبتيها بالظبط

اعظم شرف ان تسير خلف القافلة عندما يتسابق القوم على السير فى المقدمة
لأنك حينئذ تسد الثغر الذى دائما يؤتى الاسلام من قبله

تسلمى يا حبيبتى انت وزوجك وأولادك وكل من تحبين من كل سوء وكل عام وانت بألف خير

إسراء توكل مسعود يقول...

اللهم انا نسألك الإخلاص في القول والعمل ..

جزاك الله خيراً

أنفاس الصباح يقول...

اسراء توكل مسعود

آمين
جزانا واياكم حبيبتى

هل يمكننى ان استبشر خيرا بالتدوينة الجديدة واتوقع ان الدكتور خرج بسلام ووصل الى منزله معافا مأجورا ؟
ارجوان تطمئنينى ..

فليعد للدين مجده يقول...

شكرا لك يا دكتورة علي القاءك الضوء علي مشاعر هذا الصحابي الجليل في مثل هذا الموقف العصيب

والموقف كله مجال واسع للاقتداء والاعتبار

أنفاس الصباح يقول...

فليعد للدين مجده

بارك الله فيكم استاذنا الفاضل

نفعنا الله بما نقول ونكتب

أ / أحمد عبد المنعم يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة : أنفاس الصباح

حين قرأت القصة للمرة الأولى ( منذ زمن)ظللت متألما ألما جما و أصابنى أرق أياما عدة وبدأت الأسئلة تتوالى تترى على ذهنى

لم حدث هذا مع زوجة الرسول ؟؟

لم حدث هذا مع الرسول ؟؟

لم حدث هذا مع ابنة أبى بكر ؟؟

وعشت أياما أتنقل كل ليلة بين حجرة عائشة وبين طرقات البيت وبين بيت أبى بكر و بين المتحدثين بالأمر وأبحث عن صفوان فأراه ينظر نظرة عجيبة لم أفهمها يختلط فيها الحزن بالألم و بالرضا فى آن واحد .
أشفق على عائشة فى مرضها وفى توسلها لأبيها وأشفق على الرسول صلى الله عليه وسلم مما هو فيه .

ثم أعود وأسأل :

كيف كانت حياة صفوان بين الناس فى مجتمعه وكيف كان الناس يعاملونه ؟
فأزداد شفقة عليه وحزنا على حاله .

ومر الزمن ووضعنى الخالق فى وسط مشابه شكلا ( واش بنميمة نشط جدا لا هم له إلا تشويه الصورة كذبا وإدعاء دون ان أقترف تجاهه سوءا بل إحسانا يغمره من قِبلى )

حينها تذكرت الحادثة كاملة ولكن صفوان هو من بدا شاخصا أمامى بشكل غير مسبوق لكنه يبدو ضاحكا باشا فألهمنى مشهده دعاءً .

(اللهم إنى أسألك براءة كبراءة صفوان )

وعلى الرغم من اختلاف التهم إلا أن رحمة الله كانت واسعة .

فإذا بهذا الواشى يُفضح بين الناس ويُنشر سوؤه و يبدو إحسانى له جليا كجلاء الشمس فى كبد السماء فى يوم من أيام الصيف .

حينها شكرت الله وعدت إلى صفوان أشكر له إلهامه .

د/ أحمد لاشين يقول...

السيرة مليئة بهذه الشخصيات
بل تاريخنا اعريق يذخر بهؤلاء الافذاذ
ولعلي كنت اتساءل كثيرا عن الحباب بن المنذر هذا الصحابي الذي وقف مجادلا رسوله وقائده امام الصحابة عن موقع بدر هل هو وحي فنصمت ام رأي فنتحدث
هذا الصحابي الفذ
وسيدنا صفوان وغيرهم الكثير
حقا اصحابي كالنجوم في السماء
جزاكم الله خيرا يا دكتورة

د.توكل مسعود يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

وبعد..
فكل عام وأنتم بخير وعافية .. شكر الله لكم متابعتكم لمدونتي ومدونتكم "بلاوطن"..

لا أرى أني غبت عنكم فقد كانت تدويناتى تبلغكم ولا أنكم غبتم عني فقد كان سؤالكم ودعاؤكم يبلغني ... وهكذا أرواح المؤمنين وقلوبهم التي ألف الله بينها فلم يعد لقوة من قوى البشر أن تفرق قلوباً ألف الله بينها

دمتم بخير وعافية ..

د/ توكل مسعود

أنفاس الصباح يقول...

الاخ الفاضل / استاذ أحمد عبد المنعم

يبدو واضحا من كتاباتك عن والدتك الفاضلة رحمها الله التى اتابعها على مدونتك (امى )،
ومن تعليقاتك على موضوعاتى المختلفة ومن هذا الموقف الذى قصصته هنا ان الله حباك بحس مرهف ووجدان حى وعاطفة جياشة وايمانا اصيلا بالمثل والمبادئ السامية حتى اصبحت لك خلقا متينا لا فكاك لك ولا تحول عنه
وهنا يصبح العبد ربانيا فيكون الله هو سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها
وعندئذ يتولى الله امرك كله ويرد عنك كل كيد وكل مكر من حيث لا تحتسب
فهنيئا لك وادام الله عليك فضله ومعيته

أنفاس الصباح يقول...

د/أحمد لاشين

صدقت اخى الكريم

لكل صحابى بصمته التى تركها لتاريخ

واثره الذى نذكره به ونقتفيه

جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه

بارك الله فيك وبك وعليك

أنفاس الصباح يقول...

د/ توكل مسعود

نحمد الله العلى القدير ان ردك سالما لاهلك واحبابك ورواد مدونتك

نسأل الله ان يبارك لك فى جهدك وعطائك لدعوته ويرد عنك وعنها وعن كل صاحب رسالة حق كيد اعداء الحق وكارهوه

سعدت وشرفتى زيارتكم الكريمة وكل عام وحضرتك بخير وامان وسلامة