توالت المؤتمرات الصهيونية بعد اعلان هرتزل فى المؤتمر الأول عام 1897 م قرار انشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين
ففى عام 1898 م
عقد المؤتمر الصهيونى الثانى فى بازل بسويسرا مرة أخرى
وخرج بعدة قرارات منها :
انشاء البنك اليهودى
تشجيع تعلم اللغة العبرية
تفويض هرتزل فى كيفية حمل الدول الأوربية على مساعدة اليهود لاقامة دولة فى فلسطين
ثم عقد المؤتمر الثالث ثم الرابع والذى كان فى لندن وفيه أعلن هرتزل دعم بريطانيا له
كانت صحيفة المنار هى أول صحيفة تنبهت لهذه المخاطر فى ذلك الوقت
ونشرت مقالات متتابعة تحذر منه والتى كانت تصدر فى القاهرة لصاحبها الشيح محمود رشيد رضا اللبنانى الأصل والذى استقر فى مصر
وفى نفس العام اصدر السلطان عبد الحميد كرد فعل لهذه التحركات قانونا يمنع اليهود من غير العثمانيين من زيارة فلسطين لأكثر من ثلاثين يوما ، وأمر باستخدام القوة لاخراج من يتجاوز هذه المدة منهم .
ولكن بريطانيا مارست ضغطا شديدا على السلطان لالغاء هذا القانون فتمسك به ولكنه سمح لهم بالاستيطان فى شمال فلسطين فقط .
فى عام 1903 م
قامت موجات هجرة يهودية واستقرت فى فلسطين مستغلة هذا السماح من السلطان
فى عام 1904 م
استمرت محاولات هرتزل لثنى السلطان عن عزمه ولكنه هلك فى ذلك العام قبل ان يحقق مآربه ونقل فيما بعد قبره الى فلسطين
فى عام 1905 م
عقدت الدول الاستعمارية فى العالم( بريطانيا ،فرنسا ، ايطاليا) مؤتمرا
صدر عنه قرارا يعد من أخطر القرارات
فقد اتفقوا على انشاء ما يسمى ب( الدولة الحاجزة )
وهى التى تفصل دولة المسلمين (الدولة العثمانية آنذاك) الى قسمين آسيوى وأفريقى ودعمها بكل أشكال المساندة
وكان الاقتراح منصبا على انشاء دولة فى فلسطين
لتشطرأمة المسلمين وتدعم استمرار خلافاتهم وتضمن ضعفهم وتفرقهم .
فالتقت اهدافهم مع رغبة اليهود
فى عام 1906 م
مولد الشيخ المجاهد( حسن البنا) مؤسس جماعة (الإخوان المسلمين) فيما بعد والتى كانت وما تزال قضيتها الأساسية استرداد فلسطين السليبة وتوحيد راية المسلمين من جديد
فى عام 1907 م
استمرت هجرة اليهود الى فلسطين واقامة أول كيبوتز
وهو نظام استعمارى زراعى تعاونى يقوم على مبدأ المشاركة فى العمل والإنتاج
كما تحرك اليهود من داخل تركيا ضد السلطان عبد الحميد
من خلال جمعية تسمى جمعية الفتاة والتى كان لها ذراع اسمه حزب الاتحاد والترقى
والذى من زعماؤه مصطفى كمال أتاتورك
والذى ظهر نجمه ابان الحرب العالمية الأولى فى معارك الدردنيل
ثم بعد الحرب لما انتصر على اليونانيين أو هكذا زعموا حتى انه لقب بالغازى
فى عام 1909 م
عزل السلطان عبد الحميد فى الشهر السابع من هذا العام
عندما استطاعت هذه الجمعية الوصول الى الحكم
عن طريق جمع مجموعة من زعماء العثمانيين حولها
وتركز النفوذ فى الحكومة التركية بأيدى ثلاثة وزراء يهود من أصل ثلاثة عشر وزيرا
بينما العرب الذين يشكلون نصف سكان الدولة التركية وزيرا واحدا فقط
وبعد ذلك بستة أشهر
قامت عدة ثورات شعبية تعترض على هذا التشكيل اليهودى
وأعادوا السلطان
ولكن أتاتورك قمع الثورة واحتل العاصمة
واسقط السلطان مرة اخرى
وكان أول قانون أصدره الحزب
السماح بالهجرة اليهودية وشراء الأراضى
صدر هذا القرار فى بلدة تل الربيع تل ابيب حاليا شمال يافا
قامت الصحف العربية تعلن معارضتها لحصول اليهود على حق شراء اراضى فى فلسطين غير ان ذهاب السلطان ترك المجال فارغا وراءه لليهود ليعيثوا فى مقدرات الأمة
وللحديث بقية
المصدر : مجلد فلسطين التاريخ المصور
لدكتور طارق سويدان