بقلم الامام الشهيد حسن البنا رحمه الله
أيها المسلمون..
ستحتفلون قريبًا بذكرى المولد النبوي الشريف، وما أحراكم أن تذكروا فيه فيما تذكرون من حوادث جسام، ابتُلي بها العالم الإسلامي، الحالة الدامية في فلسطين الشهيدة وما آلت إليه بعد جهاد استمر عشرين عامًا، وكيف أنها باتت على شفا التهويد، بعد أن أعمل فيها الاستعمار المسلح النار والحديد.ستذكرون شهداء فيها علِّقوا بالعشرات على أعواد المشانق، وبينهم الشيخ الذي جاوز الثمانين.
ستذكرون حرمات الدين المقدسة التي انتُهكت شر انتهاك.ستذكرون المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وقد احتلَّه جند الاستعمار، يحُول فيه بين العبد وربه، ويقطع على المصلي تضرُّعه ودعاءه، ويختلط فيه صوت المؤذن بصلصلة السلاح.
ستذكرون قضاة الشرع الشريف يُؤخذون من دور القضاء، ويُعتقلون وهم في مجالس الحكم، ثم يُرسَلون إلى السجون كالمجرمين.
ستذكرون المئات من المعتقلين مكبَّلين بالحديد يستعذبون رنين القيود.
ستذكرون المئات من المجاهدين الذين هجروا بيوتهم وعائلاتهم، وهبُّوا خفافًا وثقالاً يذودون عن شرف الإسلام الرفيع بالدم النجيع (هو دم الجوف [أساس البلاغة، مادة (نجع))، ويدفعون عن الدين والوطن الدنايا بأكرم المنايا، ويحرسون المسجد الأقصى المبارك والأماكن الإسلامية المقدسة بدمائهم وأرواحهم التي بذلوها رخيصةً في سبيل المحافظة على بقائها إسلامية عربية.
ستذكرون النساء يعتدي عليهن الجند في خدورهن، ويسلب حليهن من أعناقهن ومعاصمهن، ويقود عددًا منهن إلى ظلمات السجون.
ستذكرون هذا في يوم المولد النبوي الشريف، وأكثر من ذلك مما ابتليت به فلسطين المقدسة من أفانين العذاب.
ولكن ما فائدة الذكرى إذا لم يعقبها عمل نافع يصد الأذى ويوقف المعتدي عند حده؟!
وما قيمة الأنَّات التي يصعِّدها المسلمون بكرة وعشيًّا على الحالة في فلسطين إذا لم يتفاهموا فيما بينهم على طريقة يتبعونها لتخفيف الويلات عن البلاد المقدسة، وشدّ أزر سكانها المسلمين، وحماتها المجاهدين.
إذن فالواجب على المسلمين كافةً أن يجعلوا من يوم المولد النبوي الشريف يومًا لفلسطين يقدمون فيه الاحتجاجات على السياسة الظالمة فيها، ويُقيمون صلاة الغائب على شهدائهم في المساجد، ويعقدون الاجتماعات لنصرتهم، ويجمعون الإعانات لتخفيف الويلات عن الألوف من منكوبيهم.
وهذا بعض ما يجب على المسلمين نحو فلسطين في مثل هذا اليوم الذي ترتبط ذكرياته الخالدة بتاريخ البلاد المقدسة وأمجادها.
هذه صرخة من أعماق القلوب يوجِّهها المركز العام لجمعية الإخوان المسلمين في القطر المصري إلى كل مسلم ومسلمة في العالم، بل إلى كل رجل ذي وجدان حي وضمير شريف؛ ليساهم قدر طاقته في يوم المولد النبوي الشريف في إنقاذ فلسطين مما يحيق بها من أذى وبلاء.
وعسى أن يثبت المسلمون في هذا اليوم أنهم بنيانٌ ذو أساس متين، وكتلةٌ واحدةٌ لا يتطرق الوهن إلى صفوفها، فيؤكدون للعالم بأسره أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين عامة، وأنهم لا يفرِّطون بمثقال ذرة من حقوقها ﴿إِنَّ في ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ (ق: 37).
----------* مجلة الفتح، العدد (600)، السنة (12)، 5 ربيع الأول 1357ﻫ= 5 مايو 1938م، ص(5
عن جروب الامام المعجزة
هناك 12 تعليقًا:
سلام عليكم ورحمة الله
اللهم ارحمه رحمة واسعة
-----
مش عارف أعلق أقول إيه
كل اللي أعرفه إني مليان حزن
الحال بقى فعلا صعب
لازم نتغير
الناس بقت قاسية جدا
للأسف قاسيين على بعض مش على عدونا
فعلا نفسي زمان يرجع
أو كان نفسي أبقى عايش فيه
تفكير تاني
توكل على الله
حياة بسيطة
حب في الله
تضحية
غاية واضحة طول الطريق
مشاعر راضية أوي
وفهم واضح للأمور
حاجات كتير
احنا اللي بوظنا نفسنا
الاعلام الجميل بتاعنا خلخل المعايير
مرجعيتنا اتغيرت
بقينا نقارن حالنا لحال غيرنا محدش بيراعي النعم اللي هو فيها
مع ده حقولك في أمل والله
بس لازم ناخد خطوات وحنتغير والله بس نشغل دماغنا بس
ناخد ولو خطوة بسيطة أوي نحو التغيير
أنا مش بقول كدة على أساس إني ملاك
أنا بقول كدة عشان كل واحد لازم يغير في نفسه ويستعين بربه وأنا أول واحد محتاج أغير في نفسي
Special Designer
ولازال المسلسل مستمرا تقريبا نحن لا نأخذ وقتا لننسى حتى نتذكر فالموال ماض فى طرق جرعات الأسى للأسف
لعل الصرخات كتلك تجد صداها اليوم يارب نتمنى ذلك
رحم الله الامام البنا وتقبله فى الصالحين
ميلاد الحبيب عليه الصلاة والسلام مجرد تذكرى لذلك يبث فينى الأمل بأن النور سيحل إن شاء الله
درب ولأجله سيارة جعلنا الله منهم
جزاكى الله خيرا يا خالتو الحبيبة اشتقنا لموضوعات حضرتك وما تنتقيه لنا تقبل الله منك ودمتى بخير
ولد النبوي الشريف، وما أحراكم أن تذكروا فيه فيما تذكرون من حوادث جسام،
( حسام احسن من جُسام ) :D
====
رحم الله الامام البنا ياارب واسكنه فسيح جناته ... يبدو ان التاريخ يعيد نفسه
====
السلام عليكم ورحمة الله... وبعد
فلكأنها كتبت اليوم...
ولكأننا منذ ستين عاما..محلك سر....
ولكأنهم أيضا... محلك سر .
أدركت الآن أن القضية هى قضية الابتلاء وليست الوصول إلى نتائج بعينها.
"ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض..." سورة محمد
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
حفظكم الله وبارك فيكم
---
رحم الله الامام البنا كان علما للامة وكان عالما عاملا يري بنور الله عزوجل ويعرف اولويات امته وهمومها
نعم فلكن يوم مولد النبي هو يوم لتذكر هموم المسلمين التي يجب ان لاتنسي وتأجيجها في النفوس لان رسول الله صلي الله عليه وسلم لايرضي وامته في القيد والظلم والاحتلال المهين ,وامته في تشرذم وتفرق ومهانة ليس بعدها مهانه
ان يوم المولد هو يوم يجب ان نستحضر فيه جميع معاني العزة والجهد والنصر لان كل مرحلة من السيرة كان بها من المعاني العظيمة مايخرج بأمتنا من كبوتها
---
واخيرا كل عام وانتم بخير
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبة وسلم
وجزاكم الله كل خير
جزاكم الله خيرا ، ورحم الله الامام الشهيد رحمة واسعة فهكذا كانت فلسطين لدية قضية مصيرية من قضايا الامة يتذكرها اينما كان ولا ينساها مهما كانت المناسبة وهى بالنسبة له ليست انفعال وقتى او احداث تمر فيتاثر بها ثم تنقضى وانما هى قضية اساسية وصراع عقدى وحق وتاريخ لا يجب ان ينسى
ولكن ما فائدة الذكرى إذا لم يعقبها عمل نافع يصد الأذى ويوقف المعتدي عند حده؟!
هذا هو دورنا وذلك هو الوحيد الذي يعذرنا أمام ربنا
رحم الله إمامنا الشهيد وجزاك الله خيرا وأعاننا جميعا علي العمل النافع
1938
للاسف الشديد و مما يدمي القلب ان تمر الايام و السنين و الحال على ما هو عليه فتتطابق الكلمات و الحروف و الاحاسيس
انا لله و انا اليه راجعون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعد
فبرجاء التنبيه... والتنويه....على الزائرين الكرام الذين يكتبون التعليقات القيمة..أنهم عند مخاطبة الإناث يكتبون:
شكرا "لكى"
"دمتى" بخير
"جزاكى" الله خيرا
والصحيح أنها تكتب بغير"ياء".
ويفرق بين خطاب الإناث وخطاب الذكور بالحركات،
فتوضع الفتحة على نهاية الكلمة عند مخاطبة الذكور فنقول: "لكَ"، "دمتَ"، "جزاكَ"
وتوضع الكسرة على نهاية الكلمة عند مخاطبة الإناث فنقول: "لكِ"، "دمتِ"، "جزاكِ"
هذا من باب حب اللغة العربية والغيرة عليها...
"واللى مش بيغير.. يبقى مش بيحب"
مع الاعتذار للفصحى
وتقبلوا شكرى وتحياتى
رحمك الله إمامنا
والله لقد رأي الله منكم الإخلاص والعمل والجهد فكانت النتيجه أن هناك من هم علي دربكم يا إمام يدافعون عن المسجد الأقصي ويسعون لتحرير فلسطين كل فلسطين ومن خلفهم من يعملون لإعادة الخلافه الإسلاميه ويرشدون أمتهم
نحن نجدد البيعة لك ونعاهدك أن دمائنا وأموالنا ووقتنا لرب العالمين لا شريك له ونحن من المسلمين
" لبيك وأجعل من جماجمنا لعزك سلماً"
أظنه يعيش بيننا الان
مايحدث الان حدث منذ زمن بعيد
وسيظل يحدث حتي يبعث الله صلاح دين جديد
صلي الله علي سيدنا محمد
ورحم الله إمامنا
موضوع رائع ومدونه أروع
جــــزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحمه الله رحمه واسعه وجميع المسلمين
قالها من زمن
ولكن ما فائدة الذكرى إذا لم يعقبها عمل نافع يصد الأذى ويوقف المعتدي عند حده؟!
وما عملنا وزدادت الذكريات المؤلمه علينا ولكن لا ادري متي سيأتي العمل ؟؟؟؟
نزداد حسارة والم
وان لم نتحرك ربنا العالم باللي جاي
غربتي
إرسال تعليق