الاثنين، 25 أغسطس 2008

توبة جماعية


أعتقد أن التوبة خلق وسلوك بنبغى أن يشمل مظاهر النشاط الإنسانى كله

ليحقق له النمو والازدهار (الخيرية) فى كل نواحى الحياة

التاجر الذى ينتبه إلى وجوب الصدق والأمانة حتى لايخسر عملاءه فيلتزم بذلك... تائب

الصانع الذى يصحح عيوب صنعته فيحظى بثقة الناس ....تائب

المعلم الذى يعدل ويغير طريقته فى التدريس والشرح فيصل إلى مستوى المعلم الملهم.....تائب

لاينبغى أن يقف مفهومنا للتوبة على أنها قيمة دينية بالمعنى الحرفى

لقد استطاع الغرب عن طريق"سلوك" التوبة أن يحسن أداءه

ويطور صناعاته وينمى علومه فحاز الخيرية فى هذا السبيل فكان خيرا منا فى أمور الدنيا

***

هذه الكلمات كانت تعليقا قيما للدكتور توكل مسعود على التدوينة السابقة

وهو ضيف للمرة الاولى على مدونتى
ولقد أثار هذا التعليق فى عقلى تأملات عديدة

منها سؤال: هل الذنوب تتنوع بحيث يكون منها ما يعود بالضرر على المذنب وحده

بينما أخريات تتعداه إلى المجتمع من حوله فيتأثر بها كما فى الامثلة السابقة ؟

لو أخذنا ذنبا يبدو خاص بالمذنب وحده: كترك الصلاة مثلا

معروف أن تارك الصلاة قد عزل قلبه عن ربه

ومع طول البعد يقسو قلبه ويظلم

فلا يتأثر بوعظ أو تذكير

فلا رادع له عند اذا من أن يظلم أوأن يطغى

بينما يتردد بين الناس أن من يخشى الله لا تخشاه

فالصلاة وإن كانت علاقة بين العبد وربه

الا أنها تزكى نفسه وتعين على كفها عن الفحشاء والمنكر

بالتأمل وجدت

أن كل طاعة تعود على الفرد والمجتمع بالنفع

وكل معصية تعود أيضا على الفرد والمجتمع بالضرر

ومن هنا كان واجب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر مسؤلية كل مسلم

بل حق كل فرد فى المجتمع تجاه شركاؤه فيه وحقهم تجاهه

يجب

أن تشيع بيننا ثقافة التناصح

كل إنسان معرض للغفلة والنسيان ومن ثم الخطأ

وهو هنا بحاجة إلى التذكير والنصيحة

وستتبدل الأدوار حتما بين الأفراد

فأنا اليوم أنصح غيرى وغدا سينصحنى آخرين

نحن بحاجة إلى توبة جماعية

تبدأ حتما بالتوبة من السلبية والأنامالية

ربما نحن بحاجة إلى تزيين النصيحة بما يعين على تقبلها

ولكن أيضا نحن بحاجة إلى إستشعار أهمية التناصح فيما بيننا لنتقبلها

وهنا أرى أن المرجعية الدينية هى الحافز لتغيير سلوكيات مجتمع يؤمن بلقاء الله

بينما تقوم القوانين بحماية المجتمع من ضعاف النفوس الذين لن تجدى معهم النصيحة

أما سلوك الغرب فلم يكن توبة فى رأى وإنما سيطرة قانون حازم يحقق المنفعة الدنيوية

ولا يحتفظ بما يحققه الدافع الدينى فى النفوس والقلوب ثم بالأجر الأخروى بعد ذلك

كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله

ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون

أخشى أننا بطول الأمد قد تحقق فينا ما حذر منه ربنا أهل الكتاب فى نهاية الآية

فهل لنا من توبة؟


الاثنين، 18 أغسطس 2008

توبة

عندما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال : الحمد لله
حمد الله بإذن الله فقال له ربه : رحمك الله ياآدم
تأمل هذه المعادلة
نعمة ................ حمد = رحمة
رحمة............... توبة = جنة
ان الله خلقنا فى هذه الدنيا ليبلونا أينا أحسن عملا
وهو يحرم علينا أشياء هى أصلا ضارة بنا
ولكن التحريم يأتى ليختبر إرادتنا وصدق عبادتنا وطاعتنا لخالقنا
وهناك عدو يتربص بنا ليغوينا حذرنا منه ربنا
فالشيطان يختار نقطة ضعف فى الكيان البشرى يأتى من قبلها
متل الغرائز فيهيجها ويعد الانسان بالمتعة ويخفى عنه عواقبها
ولان الله يعلم ضعف الانسان شرع له التوبة
بل ان المتقين لا يفترض ان يكونوا بلا معصية
كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون حديث شريف
ولذلك أحاطنا الله بعنايته وأوامره ونواهيه
حتى يحمينا من انفسنا ومن الشيطان
فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى آية قرآنية
فمن أهداف شريعة الاسلام ان تكون الطاعة هى الاصل
فإذا وقع المسلم فى معصية عاد سريعا الى ربه بالتوبة
والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله
فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله
ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون آية قرآنية
عندما أخطأ آدم أدرك ذلك فندم
عكس ابليس لم يعترف بالذنب ولم يتراجع عنه
لذلك تاب الله على آدم فعلمه كلمات يتوب بها
اما ابليس فلعن وطرد من رحمة الله الى الابد
هل تعرف ماهى الكلمات التى تلقاها آدم من ربه فتاب عليه؟
ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين آية قرآنية
منذ ذلك الزمن وللتوبة خطوات متبعة
تفكير عقلى ـ تأثر وجدانى ـ عمل مترتب عليهما.
:أما التفكير العقلى
فهو ادراك ضرر الذنب وأثر المعصية
وكل ذنب له ضرر يخصه ولكن الذنوب جميعها تشترك فى
انها تباعد بين العبد وربه فيقسو قلبه
والذنب يأتى بأخر حتى يصبح على القلب ران
يحجب مع الوقت وضوح الرؤية
:أما التأثر الوجدانى
فهو الشعور الداخلى بالالم لاقتراف الذنب وهذا هو الندم
:اما العمل المترتب على ذلك فمكون من ثلاث
عمل متعلق بالحاضر وهو الاقلاع عن الذنب فورا
وآخر متعلق بالماضى وهو جبر هذا الامر وقضاء ما علي العبد
والثالث متعلق بالمستقبل فهو تصميم وعزم على عدم العودة
:يدفعنا للمسارعة بالتوبة قوله تعالى
حتى اذا جاء احدهم الموت قال :رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت
كلاانها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون

السبت، 2 أغسطس 2008

موعد مع القدر

أنهكه العطش وأضناه السير الطويل خائفا يترقب
يدعو ربه أن يهديه السبيل وينجيه من القوم الظالمين
حكما بالإعدام يتهدده ،لولا تحذير ذلك الرجل المخلص
القادم من أقصى المدينة لكان من الهالكين
!!ماء
بئر يسقى القوم منه،ولكنهم جمع كثير
من هاتين الفتاتين؟
تقفان بعيدابغنيمات هزيلة
تبدوان بائستان ،ضعيفتان،بحاجة إلى العون
ولكنك غريب ياموسى ،ومدين ليست بلدك
لايعرفك فيها أحد،وليس لك فيها أهل أو عشيرة
لكن..ما خطبهما؟
لما لا تسقيان؟
!ألا يكفيهما رجل من أهلهما هذا العناء
لا لن يتركهما هكذا بلا عون،تأبى رجولته عليه ذلك
اقترب بأدب ووقارمستوضحا فأجابتا
لا نسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير
لا عليكما لا ينبغى أن تخالطا الرجال أو تتزاحما
ليس ذلك لفتاتين حييتين بخلق
دعانى أسقى لكما
ثم لم يلبث ماإن انتهى حتى تولى إلى الظل يناجى ربه
رب إنى لما أنزلت إلى من خير فقير
لم يمضى كثير من الوقت حتى جاءته إحداهما تمشى على استحياء
فلم تعتد محادثة الرجال،ولكن لديها رسالةعليها أن توصلها لذلك الشاب
إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا
ماأسرع إجابة الدعاء،وما أجمل ما يخفيه القدر عن تقى
يجعل الله له من أمره مخرجا،ويرزقه من حيث لا يحتسب
لا تخف نجوت من القوم الظالمين
ياأبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين
نعم رأيناه يزاحم الرعاء فيتقدم ويرفع الصخرة عن البئر وحده
ويسقى لنا فلا ينتظر حتى كلمة شكر
ويغض بصره عنا ليحفظ علينا حياؤنا وكرامتنا
فلا تباسط فى الحديث ولا تلامس بالأيدى
ولا نظرات خائنة وقد كان الأمر ميسورا
غير ملحوظ أو مستهجن من أحد
أنعم به من زوج لاحدى ابنتى
وأنعم به من قائما بأعمالى وحفيظا لأموالى
شعيب أحسنت الاختيار وبوركت الصفقة
فقد أتم عشر سنين كما خيرته
وها هو يرتحل مع زوجه وأحفادك
إلى حيث خط القلم فى لوح القدر
انه كليم الله
أنعم بها من مصاهره
من وحى سورة القصص الجزء العشرون الآيات 23_28